قد يتخيل البعض أن أسماء مثل 'الجبار' و'المنتقم' و'القهار'
هي أسماء لقصم الظالمين والانتقام من الجبابرة. !
المشكلة هي أنك قد تكون عشت عمراً طويلاً
ولكنك لم تشعر أبداً بأسماء الله الحسنى !!
هل تودون معرفة اسم الله 'الجبار' ؟؟
'الجبار'
هو الذي يجبر المنكسرين. !
هذا الاسم يراد به الحزانى !
لمن ظُلِم !
لليتامى!
لكل من أُهين أو كُسر وهو مظلوم !.
'الجبار'
هو الذي يجبرك عندما تلجأ إليه بكسرِك!
فهو الذي يُجبِر المنكسرين.
وأصل كلمة 'الجبار' هو كلمة 'جبيرة'
و من دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم)
[ يا جابر كل كسير]
و يقول المثل الشعبي، 'جبر الخواطر على الله'. !!
الجأ إليه إذا كُسِرت!
وقل له، 'يا رب، اجبر بخاطري'!
إذا طلب شخص من أحدٍ ما شيئاً فيقول له:
'لأجل خاطري،...'!
وتلين له كي يلين لك.
نحن نفعل هذا الفعل مع البشر، فما بالك بأكرم الأكرمين ؟!
'جابر' أم 'جبار'؟
والفرق بينهما هو أن 'الجابر' قد يُجبرك مرة أو مرتان !
ولكن 'الجبار' يُجبرك كلما لجأت إليه.!!!
بعد هذا، أتلجأ للجبار أم لغيره؟
أنلجأ للناس طالبين منهم أن يُجبروا بخواطرنا
والجبار يعرض علينا أن يُجبر هو بنا؟!
قاعدة يجب أن تعتقد فيها:
'إذا انكسرت ولجأت لله، فلن يُرجِعَك ' .!
قد يؤخر الله الجبر لحكمة يعلمها، لكنه لن يرجعك. !
لن تلجأ إلى الجبار منكسراً طالبا منه أن يَجبر بخاطرك، فيُضيعك. !
لابد أن يجبُرك !
قد يجبُرك الله تدريجياً لحكمةٍ يعلمها
ولكن لابد وأن يُجبر خاطرك ولو بإشارة .
كي يجبرك، يأخذ الحق ممن ظلمك :
يقصم الله من ظلمك ، ليُجبرك.
فهو جبار للمظلومين
جبار على الظالمين .
إذا كنت منكسراً، ومن كسرك لم يتب ومُصِراً على
ما فعله بك، فسيجبرك الله ويأخذ لك الحق ممن كسرك.
لاحظ أن كلمة 'جبار' في حياة الناس هي كلمة مذمومة لكن 'الجبار' سبحانه
وتعالى هي كلمة
كلها خير ومصلحة لأنه يرد للظالمين حقوقهم .
فهو جبار للمنكسرين، جبار على الكاسرين. لابد
أن يقصم الله من ظلمك.
وكأن اسم الله 'جبار' له شقان : شق إذا كان ظالم وشق إذا كان مظلوم .
ونتعلم من هذا الآتي:
'إياك أن تنام ليلتك وأنت ظالم' .
هناك مثل عامي نَصُّه، 'يا بخت من بات مظلوم
، ولم يبت ظالم'.
يا من ظلمتم الناس، احذروا !
يا من ظلمت وتحترق شوقاً لتنتقم ممن ظلمك
احذر فإن الله معك في اللحظة التي ظُلِمت فيها.
لو كُسِرت،!! اسجد بين يديه وقل له: 'يا جبار، أجبر بخاطري'.
ولو ظَلِمت،!! اطلب السماح ممن ظلمته واطلب منه ألا يدعو عليك واجبر بخاطره.
أكثر الناس جبراً لخواطرهم من الله:
هم الوالدين !
فإياك أن تكسِر بخاطر أبيك أو أمك أو تدمع أعينهم أو
تحمر وجوههم أو تكسِر قلوبهم!
ولذلك وردت كلمة 'جبار' مرتين في القرآن على
الوالدين على الحذر من أن تكون جباراً عليهم؛
مرة على لسان سيدنا يحيى في قوله،
{ وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً }
سورة مريم
ومرة على لسان سيدنا عيسى في قوله
{ وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً }
سورة مريم